أثبتت الدراسات الحديثة أن الرضاعة الطبيعية تفيد في رفع معدلات ذكاء الطفل وزيادة الترابط العاطفي بين الأم وطفلها‏,‏ بالاضافة إلي فائدتها في تقوية جهاز المناعة لديه‏,‏ حيث فتقل احتمالات اصابته بالأمراض لأن لبن الأم طبيعي ونظيف وخال من البكتيريا التي تسبب له الأمراض‏,‏ كما أنه يقيه من الاصابة بالحساسية ومشاكلها‏,‏ بالاضافة إلي فائدته للفك والأسنان ونموها بصورة طبيعية ويقلل من تسوس الأسنان‏.‏

من أجل ضمان حصول الطفل علي كل هذه الفوائد تنصح د‏.‏نهلة رشدي مسئولة الاعلام بقطاع الخدمات المتكاملة ومنسق مشروع صحة الأم والطفل بوزارة الصحة بضرورة بدء الرضاعة الطبيعية خلال ساعة من الولادة لضمان نجاحها واستمراريتها‏,‏ مؤكدة أن التلامس المبكر بين الأم ووليدها من العوامل التي تضمن نجاح الترابط العاطفي بينهما‏,‏ بالاضافة إلي أن الرضاعة المبكرة تعمل علي الوقاية من انخفاض سكر الدم والجفاف واستفادة الوليد من لبن السرسوب ذي القيمة العالية‏,‏ كما تنشط الرضاعة رنتاج الاكوسيتوسين الذي يساعد علي نزول المشيمة ووقف النزيف‏.‏

ولبن السرسوب يحتوي علي كمية أقل من الدهون والسكريات مقارنة باللبن الناضج ولكنه أكثر ثراء منه في البروتينات وبعض الأملاح والفيتامينات‏,‏ ولاسيما فيتامين أ الذي يساعد علي التقليل من حدة الأمراض التي يصاب بها الرضيع و يقلل من احتمالات الاصابة بسرطان المبايض والثدي‏.‏ كما يحتوي علي عوامل النمو التي تساعد علي نمو أمعاء الرضيع بعد ولادته فتجعلها قادرة علي الهضم وتمنع امتصاص البروتين غير المهضوم‏.‏

وحذرت د‏.‏ نهلة من الرضعات السابقة لمجيء اللبن مثل الماء أو الماء المغلي بالسكر أو العصائر أو الرضعات الصناعية‏,‏ لأنها قد تحل محل لبن السرسوب ويفقد الرضيع الفوائد المناعية لهذا اللبن ويصبح أكثر عرضة للاصابة بأمراض الاسهال والحساسية لأن الطفل إذا تغذي من حلمة صناعية يواجه صعوبة كبيرة في التعلق بثدي أمه بعد ذلك‏.‏

وتنصح أيضا بأن تكون الرضاعة الطبيعية ليلا ونهارا كلما رغب الطفل وهي الرغبة التي تظهر في شكل مص يديه أو تحريك اليد إلي الفم أو عندما يبدو مؤرقا متململا أو يحدث بعض الصخب أو البكاء‏,‏ وليس هناك مدة للرضعة‏,‏ فالبعض يرضع دقائق معدودة والبعض يستغرق ساعة للحصول علي نفس الكمية‏,‏ وخاصة خلال الأسبوع الأول أو الثاني للولادة‏.‏

ويجب ألا يرضع الطفل من الثديين في الرضعة الواحدة لأن‏80%‏ من لبن الأم غالبا ما ينزل في بداية الرضعة لذلك يجب ارضاع الطفل من ثدي واحد حتي يمكن الحصول علي اللبن الغني بالدهنيات‏.‏وتضيف د‏.‏ نهلة أن الدراسات الطبية الحديثة أثبتت أن نسبة هرمون البرولاكتين التي تفرز نتيجة الرضاعة ليلا تكون أكبر من النسبة التي تفرز في أثناء النهار‏,‏ كما أنها تزيد من الراحة النفسية للأم وطفلها وكذلك تساعد علي استمرار فترة انقطاع الطمث بعد الولادة وتفريغ الرحم من محتوياته الباقية بعد الولادة‏.‏ وكلما زاد امتصاص الطفل لثدي الأم زادت كمية البرولاكتين وكمية اللبن التي يفرزها الثدي‏,‏ أي أنه كلما زادت الرضاعة زادت كمية اللبن‏.‏

وحذرت د‏.‏ نهلة الأم من القلق أو الخوف أو الشعور بالألم النفسي أو الحرج أو الخجل في أثناء ارضاع صغيرها لأن كل هذه المشاعر السلبية تعمل علي اعاقة إدرار اللبن‏.‏

ونصحت أيضا بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية المطلقة طوال الأشهر الستة الأولي من عمر الطفل لأنها النصيحة الذهبية لسلامته خلال حياته‏,‏ كما أن من شأنها تقليل تكلفة الرعاية الصحية مثل تكلفة علاج الأمراض التي قد تصيبه كالاسهال والأمراض التنفسية‏,‏ وكذلك تكلفة الألبان الصناعية

جاءت هذه التوصيات في ختام ورشة العمل التي نظمها مشروع الاتصال للصحة ـ قطاع الرعاية الصحية المتكامة والتمريض بوزارة الصحة ـ بالتعاون مع مركز الاعلام والتعليم والاتصال وافتتحها عبد الكريم رشوان رئيس قطاع الاعلام الداخلي وكانت

بعنوان برنامج لدعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية